الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

تربة مالحة

فليعلم ,,
ان تلك البذرة قد نمت وكبرت وأصبح وردةً تتلون بمواسم قدومه اليها ,
و ان شذاها يصل القلوب ببعضها بكل سلاسة,
وان لمذاقها طعم شهي جدا ولمنظرها سكينة وروح أخرى فوق الــروح ,
وليعلــم أيضاَ بأن عذوبة مائه قد عكرت, وأن موسم قدومه ما عاد يجلب سوى الجفاف والمآسي كما الحنين ,
وأن ظله عليها أصبح ثقيلا جدا , وأن فرصها ا في الامتداد والإزهار فعلا قد أصبحت ضئيلة ,
وأن سبل النجــاة بكل ما تحمله من بتلات وألوان وعطر وجمال أيضا باتت شبه معدومة ,
وأن أمامها حائط أصم لا يمكنها تسلقه ,
فليعلم ,,
أن الانبعاث من جديد والقدرة على العطاء مرهونان بالخيارات والمعطيات ,
 وأنه كلما جاد, جادت وأبقت , وكلما نأى , ’ جفّت واصفرت,!
ولربما لو قطفها وأهداها الى من يسعدون بها ويضعونها في مزهرياتهم مع قليل من السكر ليحافظوا على ما تبقى منها من جمال روعة ,لكانَ أرحم بها من أن تكون زهرة نادرة الوجود , عاشت حرة و ماتت مجبرة غريبة كأنه لم يكن لها يوماً أثرُ جذرٍ في الارض ولا ريحُ عطرٍِ في السماء....
© 2-11-2015
11:36 pm