انا والمطر......

دفء كبير يستوطنني ,,,أصوات اجبرتني عالى النهوض مثقلة بنعاسي....اصوات ليست عني بغريبة ولكني لم اسمعها منذ زمن ....غاب القليل..

شعور غامر يترقب ...يتساءل ...ماذا يحدث خارجا....ومن الزائر بحلّته الجديدة......؟؟

فتحت نافذتي اطل على حياة كنت قد اعتدت ملامحها ...فاذا بدنياي ترقص مع احبائها طربا ...وتبكي من فرحتها مطرا...انه مطر ..مطر..مددت يدي استقبله بحب كتبت فيه خلاصي...فاذا بقطراته تصافحني ببرودة مستفزة يتخللها نسيم بارد يداعب وجنتاي باستحياء.....

اغمضت عيناي .ورحت استغرق في التقاط انفاسي الممزوجة برائحة التّراب.....

انها حقّا لأجواء أعشقها ..احن اليها ...اعادت لي ذكرياتي السفيرة....بعثت في الحنين الى رومانسية دفينة ..ولحظات كانت في غاية روعتها تحت مظلة سوداء..في شتوية تلوح بالعشق كنت قد تناسيت وجودها....

بدات كينونتي تتحرر من اجزائها ..فتارة هاهو شريط ذكرياتي يدور حلقات حلقات ...يلاطف حبات المطر...وتارة اخرى اجد صوري معلقة متناثرة بين الريح ...تروح وتجيء في كل الاتجاهات....

ترسم ماض سكنته احلاما منسية وامنيات يائسة فقدت الامل بان تتلو امانيها مجددا....

لطالما مارست فن القناع على ذاتي بان هذه الخربشات زائلة لا محال....لن تعود لذهني مرة اخرى ..فانا قد جمعت اشيائي وذاكرتي واسبتها في صندوق خشبي خمري اللون عزيز الى قلبي ..نقشت عليه سطوري معنونة ب(ذاكرة للنسيان)واحكمت الاقفال....

فكيف استطاعت الخروج..لا ادري ولا الومها ...فصدق المكان وشاعريته تبيح لها عذر الوجود لتمرح قليلا..

لكني لن امد لها الحبل ولن اطيل لها البقاء ..لن اتركها تشوه شتائي بضباب الماضي وتعكر صفو مائي بسواد الامس...

فهيا يا بنات عقلي..قد دق جرس العودة غادري المكان ..وعودي الي بيتك الخمري ..ابقى فيه دافئة محزونة ...فروحي لن تشتاق اليك الكثير...ودعيني استبدل محطات الحزن وانتعش بمطر نبيل يغسل فؤادي من شجون رحلتك الدخيلة ..ودعيني استقبل زائري بعشق جديد ونفسيّة متجددة وامضي.....!!




دعيني الهو ..دعيني امتزج .....دعيني انا ...انا والمطر..........



Lailak